أكتب إليك وطني.. أكتب إليك أني كرهت طقوس الغربة.. أني صٌممت من أنغام الوحدة.. أني مللت من نظرات الاستغراب في عيون الأرض البعيدة.. كل شئ حولي بات يسائلوني.. أما لك وطن.! أما تحن لألحان الحقول.. لغناء الطيور.. لنداء المآذن.! أما تحن لأنسام عُبقت بعبير الأزهار.. تغلغل في حشايا قلبك..في عمق روحك..في حلاوة أحلامك.. لتجبرك على الترنم بألحان الوفاء و تبعث في جسدك تسبيحة حب.. تتغنى على شواطئ من الأحلام بالمستقبل السعيد..، الكل يسائلوني وطني ..! الكل يسائلوني عن وطني.. أرجوك أخبرهم وطني.. أخبرهم فما عاد لي لسان يستطيع النطق.. أخبرهم أن رباط الوصل من عروقي منسوج.. أن عشق الأرض على جدران قلبي منقوش بدماي.. أخبرهم أني أضحك.. لكن دمي بالحزن يجبل لحمي..أخبرهم أن جسمي يأكل.. يمشي.. يلهو.. لكن عقلي شمعة نور، تهدي كل قلوب العشاق صوب رياض الحب الأزلية.. المحفوفة بأسمى آيات الطهر..- التي صاغتها دماء الشهداء- صوب وطني.. هناك حيث يفهم الجميع لغة القلوب و همسات العيون الصامتة.. هناك حيث وطني لكل الأوطان وطن.. لكل الكلمات نغم.. لكل العاشقين قبله..حيث ساحاته للثوار سكن و باطنه للشهداء كفن، نعم .. هذا وطني و..أقولها بملئ فمي ..فلسطيني.. فلسطيني ..من ذا يجهل أنه موطن الطهر..من ذا يجهل أنه مرفأ الثوار.. من ذا يجهل أنه حبيب قلوب الأحرار و مؤنس أوجاع الغرباء.. فلمن أشكو يا سيد الأوطان..لمن أشكو و الجميع شهدوا أنك أقدس البقاع، جميع العرب و العجم يعرفون جلال مقامك.. و جميعهم باعوك، و كأن الطهر و القداسة لا تعنيهم ..، أقسم أني لا أدري كيف يطيب لمسلم أن ينعم بحياته و مسرى الحبيب تحت لظى الاحتلال يئن ، و من هجران الأحبة و خيانة بني الجلدة يتحسر؟..كيف يطيب العيش؟.. و قد وقع الخونة على صك بيع الأقصى وأثبتوا أن للخيانة رجالها..
فأين أنتم يا رجال الطهر ..؟؟
أين أنتم يا رجال الطهر..؟؟
أين أنتم يا رجال الطهر..؟؟